لماذا تعد النساء أكثر قلقاً من الرجال؟
اضطرابات القلق -الخوف المفرط، والأرق، وتوتر العضلات - ويمكن أن تزيد من خطر الإصابة بالاكتئاب والانتحار، وتعد من أكثر الحالات الصحية العقلية شيوعًا حول العالم، حيث تؤثر على حوالي أربعة من كل 100 شخص وتكلف نظام الرعاية الصحية وأرباب العمل أكثر من 42 مليار دولار أمريكي كل عام .
يؤثر الغضب على قلب الشخص الغاضب، مثل تأثير الجري على القلب وإثارة الغضب يزيد من عدد الانقباضات في الدقيقة، وبالتالي يضاعف كمية الدم التي يدفعها القلب إلى الأوعية الدموية خلال كل انقباضه، مما يجعل القلب متوترًا، لأن إنه يجبر القلب على زيادة عبء عمله إلى ما هو أبعد من السرعة العادية، والفرق أن الجري تأثيره على القلب لا يدوم طويلاً، لأن الإنسان يتوقف متى شاء، ولكن في حالة الغضب لا يستطيع الإنسان التحكم في ضغطه، ويشير الاطباء الى ان الغضب أحد الاسباب الرئيسية لأمراض القلب.
ومن المعروف أن الأشخاص الذين يعانون من القلق هم أكثر عرضة للتغيب عن العمل ويكونون أقل إنتاجية، وهم أيضًا أقل عرضة لدخول المدرسة وإكمالها - مما يعني فرص حياة أقل، وعلى الرغم من أن اضطرابات القلق تعتبر قضايا صحية عقلية مهمة، إلا أن الباحثين والأطباء وواضعي السياسات يعطونهم اهتمامًا غير كافٍ.
أراد الباحثون في جامعة كامبريدج معرفة الأشخاص الأكثر تضررًا من اضطرابات القلق، وللقيام بذلك ، أجروا مراجعة منهجية للدراسات التي أبلغت عن نسبة الأشخاص الذين يعانون من القلق في مجموعة متنوعة من السياقات حول العالم ، واستخدموا طرقًا صارمة للاحتفاظ بأعلى جودة للدراسات، ,أظهرت نتائجنا أن النساء أكثر عرضة للمعاناة من القلق من الرجال.
ولكن لماذا تتعرض النساء للقلق أكثر من الرجال؟
لماذا النساء؟ يتوقع أن يكون هذا بسبب الاختلافات في كيمياء الدماغ والتقلبات الهرمونية حيث ترتبط الأحداث الإنجابية خلال حياة المرأة بالتغيرات الهرمونية المتعلقة بالقلق.
يمكن أن يؤدي الارتفاع المفاجئ في هرمون الاستروجين والبروجسترون الذي يحدث أثناء الحمل إلى زيادة خطر الإصابة باضطراب الوسواس القهري، الذي يتميز بأفكار مزعجة ومتكررة ونبضات وهواجس مؤلمة، ولكن بالإضافة إلى الآليات البيولوجية ، يبدو أن الرجال والنساء يتفاعلون بشكل مختلف مع أحداث الحياة.
النساء أكثر عرضة للتوتر، مما قد يزيد من قلقهن
النساء اللواتي يواجهن ضغوطات حياتهن أكثر عرضة للتفكير بشأنهن ، مما قد يزيد من قلقهن، بينما ينخرط الرجال أكثر في التأقلم النشط الذي يركز على المشكلات، وتشير دراسات أخرى إلى أن النساء أكثر عرضة للإيذاء الجسدي والعقلي من الرجال ، وقد تم ربط سوء المعاملة بتطور اضطرابات القلق، وارتبطت إساءة معاملة الأطفال بالتغيرات في كيمياء الدماغ وبنيته، ووفقًا لأبحاث سابقة، فإن النساء اللائي تعرضن للاعتداء الجنسي قد يكون لديهن تدفق دم غير طبيعي في الحُصين، وهي منطقة دماغية تشارك في معالجة المشاعر.
الغرب أكثر قلقاً
أظهرت الدراسات أيضًا أن الأشخاص من أمريكا الشمالية وأوروبا الغربية هم أكثر عرضة للتأثر بالقلق من الأشخاص الذين يعيشون في أجزاء أخرى من العالم. ومن غير الواضح ما الذي يمكن أن يفسر هذه الاختلافات وقد تكون المعايير والأدوات التي نستخدمها لقياس القلق، والتي تم تطويرها بشكل كبير على السكان الغربيين، قد لا تلتقط العروض الثقافية للقلق .
ومع ذلك، في آسيا يظهر أن هناك مخاوف مستمرة وغير عقلانية من التسبب في الإساءة والإحراج للآخرين، بسبب أوجه القصور الشخصية المتصورة. بالإضافة إلى ذلك، قد يشعر الأشخاص من الثقافات الأخرى بالحرج الشديد من الكشف عن أعراض القلق التي يشعر الناس في الثقافات الغربية بالراحة في مناقشتها - وهذا يعني أن الأرقام الواردة في الدراسات حول الأجزاء النامية والمتخلفة من العالم قد تكون أقل من تقدير النسب الحقيقية .
تم إجراء معظم الأبحاث حول الصحة العقلية أيضًا في أوروبا وأمريكا الشمالية، وقليل جدًا من الدراسات تناولت القلق في أجزاء أخرى من العالم. قد يكون هناك بالفعل اختلافات كبيرة في عبء القلق بين الثقافات، ولكن هناك حاجة إلى مزيد من البحث باستخدام أساليب أفضل لتقييم القلق حول هذا الموضوع. ومع ذلك، نحن نعلم الآن أن اضطرابات القلق مكلفة وشائعة وترتبط بمعاناة إنسانية كبيرة.
ماذا يمكن ان يفعل؟
تميل اضطرابات القلق إلى الظهور في وقت مبكر من الحياة ، وهي مزمنة ، ويمكن أن ينقضي أكثر من عقد بين الوقت الذي تظهر فيه الأعراض ويطلب المساعدة من الطبيب لأول مرة . في هذه المرحلة، أصبح القلق شديدًا جدًا وتطورت مشاكل الصحة العقلية الأخرى، مثل الاكتئاب، وهذا يجعل العلاج الناجح لأي اضطراب أكثر صعوبة، ويعد التعرف المبكر على الأعراض مهم للعلاج، تحول الكثير من الناس إلى العلاج السلوكي المعرفي، والذي ثبت أنه فعال في الحد من القلق.
طرق علاج العصبية الزائدة
- ترك الغضب وكظم الغيظ والعفو والمسامحة.
- ممارسة تمرين التنفس (اخذ نفس عميق من الانف واخراجه تدريجيا من الفم).
- الابتعاد عن المشاحنات والتفكير السلبي والضغوط النفسية.
- ممارسة الرياضة تساعد على الاسترخاء وتزيد الطاقة الايجابية والثقة بالنفس وتقلل التوتر والعصبية.
- تناول المشروبات التي تساعد على الهدوء والاسترخاء مثل النعناع والينسون والشمر.
- تناول اطعمة صحية غنية بالفيتامينات والمعادن الضرورية لصحة وسلامة الجسم.
- اخذ قسط كافي من النوم ويقدر ب 7 الى 8 ساعات يوميا ويفضل النوم المبكر حيث ان الاستيقاظ المبكر يزيد من الشعور بالنشاط والحيوية صباحا ويقلل نسبة الاصابة بالعديد من الامراض المزمنة والخطيرة كالسرطان.
تعليقات
إرسال تعليق
نسعد بإستقبال إقتراحاتكم وإضافة خبراتكم